تناول حبوب الدخن مفيد لمرضى السكري
هناك عدة عوامل تلعب دورًا في إدارة مرض السكري بينها النظام الغذائي.
وبدءا من مراقبة تناول الكربوهيدرات وحتى تجنب الأطعمة السكرية، هناك العديد من التغييرات التي تحتاج إلى إدخالها في روتينك اليومي لإدارة مستويات السكر في الدم بشكل فعال.
فمع فصل الشتاء من الضروري اختيار الأطعمة التي تعزز المناعة والأطعمة المناسبة لمرض السكري مثل الدخن (الدخن اللؤلؤي)؛ وهو من الحبوب المغذية التي تزرع وتستهلك على نطاق واسع في الهند وأفريقيا؛ عنصر أساسي في العديد من المأكولات. من أجل ذلك تسرد الدكتورة إندراني غوش اختصاصية التغذية بمستشفى مانيبال الهندي فوائد الدخن اللؤلؤي لمرضى السكري، وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
وتقول غوش «ان الدخن مليء بالطاقة، وهو مصدر جيد للكربوهيدرات والأحماض الأمينية الأساسية ومضادات الأكسدة والفيتامينات المتعددة مثل الثيامين والريبوفلافين وحمض الفوليك والنياسين والبيتا كاروتين والمعادن مثل الحديد والفوسفور والمغنيسيوم. والزنك». مضيفة «عند مزجه مع البقول، يصبح الدخن مصدرًا جيدًا للبروتين ويساهم في الحصول على وجبة صحية».
ووفقا لدراسة نشرت بمجلة «علوم وتكنولوجيا الأغذية»، يتفوق الدخن اللؤلؤي على الحبوب الأخرى من حيث القيمة الغذائية؛ حيث يتميز بمحتوى عال من البروتين مع تركيبة متوازنة من الأحماض الأمينية ومستويات ملحوظة من فيتامين (أ). كما أنه يعتبر من الحبوب «عالية الطاقة» بسبب محتواه العالي من الزيت مقارنة بالذرة.
وبمقارنته بالقمح والذرة الرفيعة والأرز والذرة، تسلط دراسة الضوء أيضًا على أن الدخن اللؤلؤي يوفر مستويات بروتين مماثلة أو متفوقة توازن الأحماض الأمينية، وخاصة في الميثيونين والليسين. إذ يتجاوز ذلك الموجود في الذرة الرفيعة والذرة.
بالإضافة إلى ذلك، فهو يتميز أيضًا بالمحتوى المعدني، كونه مصدرًا غنيًا للحديد والزنك والمغنيسيوم والنحاس والمنغنيز والبوتاسيوم والفوسفور.
وأخيرًا، يساعد المحتوى العالي من النياسين في الدخن على الوقاية من مرض البلاجرا (مرض نقص النياسين).
ووفقًا للمجلة الهندية لطب العيون، تم تشخيص إصابة ما يقرب من 70.7 مليون شخص في الهند بمرض السكري عام 2019، ومن المتوقع أن يتعاظم هذا الرقم عام 2045.
ونظرًا لتركيبته الغذائية، يمكن أن يكون الدخن اللؤلؤي مفيدًا بشكل خاص للهنود المصابين بالسكري.
وفي ذلك تضيف غوش «ان المحتوى العالي للألياف يجعل الدخن خياراً صحياً ووجبة مثالية لمرضى السكري؛ فبشكل عام، من المعروف أن الألياف الغذائية تبطئ عملية الهضم وامتصاص الكربوهيدرات، وهذا بدوره يمنع الارتفاع السريع بمستويات السكر في الدم بعد الوجبات. فقد ارتبط النظام الغذائي الغني بالألياف، مثل ذلك الموجود في الدخن، بتحسن حساسية الأنسولين، ما يعني أن الجسم يمكنه استخدام الأنسولين بشكل أكثر فعالية لتنظيم مستويات السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدخن منخفض أيضًا في مؤشر نسبة السكر في الدم (GI)، والذي يقيس مدى سرعة ارتفاع نسبة السكر في الدم (الجلوكوز) من خلال الطعام. إذ يرتبط النظام الغذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني».
ودعت غوش «لدمج الدخن في النظام الغذائي على شكل شاباتي/روتي، أو تشيلا، أو عصيدة. مع إضافته للخضار والفلفل الحار. فسوف لن يؤدي فقط إلى تحسين طعم الطبق، بل سيجنب أيضًا أي شكل من أشكال عسر الهضم». محذرة من تناوله كل يوم. ومع ذلك، يمكن دمجه ببطء في النظام الغذائي؛ إذ انه في البداية، يجب على الناس تناول الدخن على شكل خبز الشاباتي. فيمكن لكبار السن تناوله على شكل عصيدة (يحمص ويطحن ويوضع في الحليب). كما يجب على الأشخاص التحقق من وجود أي عسر هضم أو تفاعلات حساسية أو انتفاخ. فإذا استمرت أي مشكلة بعد تناوله لبضعة أيام، فمن المستحسن استشارة اختصاصي التغذية. سيتم تغيير النظام الغذائي، وبعد انقطاع لمدة 10-15 يومًا، يمكن استئناف استهلاك الدخن.
يمكن أن يكون الدخن جزءًا مهمًا من إدارة مرض السكري لديك. حيث يساهم محتواه العالي من الألياف في التحكم بشكل أفضل بنسبة السكر في الدم عن طريق إبطاء عملية الهضم وتثبيت مستويات الجلوكوز وتحسين حساسية الأنسولين. كما أنه يعزز الشبع ويمنع زيادة الوزن غير الضرورية، ما يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة.
تذكر أنه يوصى باستشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية أو أخصائي التغذية لتخطيط اختياراتك الغذائية لإدارة مرض السكري بشكل فعال.
الشرق الأوسط