"تاريخ الأغنية اللحجية" في ندوة فنية لـ"مؤسسة سطور" بمدينة الحوطة
أقامت مؤسسة سطور الثقافية، ندوة فنية حول "الأغنية اللحجية بين الحضور والغياب"، تزامنًا مع فعاليات "يوم الأغنية اليمنية"، المعتمد سنويًا في الفاتح من يوليو/تموز.
وقُدمت في الندوة ثلاثة أوراق عمل، تناولت تاريخ الأغنية اليمنية ومراحل تطورها، إلى جانب لون الغناء اللحجي بشكل خاص ودوره في تشكيل الهوية اللحجية.
وتطرق الباحث الموسيقي غاطس بامسلم في ورقته إلى بدايات الأغنية اليمنية العائدة إلى ممالك قديمة في شبه الجزيرة العربية، حوالي القرن السابع قبل الميلاد.
وفيما أشار إلى "مكانة لحج العظيمة في أي حديث عن الفن"، تحدث بامسلم عن خصوصية الغناء اللحجي، وإثراء جيل الرواد في العصر الذهبي للأغنية اللحجية، إبان السلطنة العبدلية، على رأسهم الأمير القمندان، عبد الله هادي سُبيت، فضل محمد اللحجي، وآخرون، إلى جانب الامتداد اللافت الذي جسده لاحقًا عملاق الطرب فيصل علوي.
وفي مداخلته، قدّم الباحث والأكاديمي هشام محسن السقاف إحاطة حول الدور المحوري الذي قام به الشاعر والملحن أحمد فضل العبدلي الشهير بـ"القمندان"، المصنف عرّاب الأغنية اللحجية ومجددها، وأحد كبار أساطين الأغنية اليمنية في وقت لاحق.
وأشار السقاف، وهو أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية التربية جامعة عدن، إلى أن العصر الذهبي للأغنية اللحجية ارتكز على عديد جوانب، أهمها الوضع الاقتصادي المزدهر للسلطنة العبدلية، واهتمام رجال الدولة آنذاك بالجانب الفني واحتضان المواهب الشابة وتقديمها للساحة الفنية.
واستعرضت الورقة الأخيرة التي قدمتها الأديبة شيماء باسيد، لمحة عن حياة الفنان سعودي أحمد صالح في ذكرى تأبينه الأولى وإسهاماته في الأغنية اللحجية.
وتخللت الندوة فواصل موسيقية أداها الفنان أحمد فضل ناصر، وسط لفيف من الأدباء والشعراء والفنانين قدموا مداخلات لافتة، إلى جانب نخبة من الشباب المهتمين والفاعلين الثقافيين في المحافظة الجنوبية المتاخمة لمدينة عدن.
و"مؤسسة سطور الثقافية"، واحدة من مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية، تُعنى بالشأن الثقافي والفكري والإبداعي، غير ربحية الطابع، تسعى من خلال فعالياتها لإحياء التراث الفني والثقافي والفلكلور الشعبي في مدينة الحوطة، مركز المحافظة العريقة.
يمن فيوتشر