منظمات حقوقية: أي تسوية في اليمن لا تنطلق من مسار قانوني محاولة للالتفاف على حقوق ملايين اليمنيين

قالت منظمات حقوقية، إن أي تسوية سياسية يتم التوصل إليها في اليمن، لا تنطلق من مسار قانوني يضمن حق الضحايا، محاولة للالتفاف على حقوق اليمنيين ومصيرها الفشل.


جاء ذلك في بيان مشترك لمنظمات (سام للحقوق والحريات، والمركز الامريكي للعدالة (ACJ)، والكرامة لحقوق الإنسان، والمركز اليمني للعدالة الانتقالية)، تعليقا على المفاوضات التي تجري في صنعاء بين السعودية ومليشيا الحوثي.


وقالت المنظمات في بيانها: "تتابع المنظمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان الموقعون على هذا النداء باهتمام بالغ تطورات المشهد السياسي في اليمن، ونود التأكيد والتذكير بأن أي اتفاق أو مبادرة لحل الصراع في اليمن لا تنطلق من احترام حقوق المواطنين اليمنيين وإشراكهم مع منظمات المجتمع المدني سيساهم في إفلات المتورطين بارتكاب جرائم من العقاب، وسيكون محكوما بالفشل".


وأضافت أن ذلك الاتفاق "لن يكون إلا هدنة مؤقتة لاستئناف جولة أشد قسوة من العنف والقتال وانتهاك حقوق الإنسان في اليمن والمنطقة".


وشدد البيان على "أن أي مبادرة للحل السياسي في اليمن لا تنطلق من المسار القانوني هي محاولة للالتفاف على حقوق ملايين اليمنيين واستخفاف بما تعرضوا له من اعتداءات وما خاضوا من محن ومعاناة خلال سنوات الحرب المُرَّة".


وأكدت على ضرورة أن تتضمن مباحثات واتفاقيات الحل النهائي للأزمة والحرب في اليمن، " التوصل لحل سياسي يضمن حق مختلف فئات الشعب في الحصول على تمثيل عادل في السلطة ونصيبها من الثروة، وفق أسس عادلة وشفافة، بعيدا عن الاستقواء بنتائج الحرب العسكرية وفرض سياسة الأمر الواقع على حساب الحقوق والحريات العامة".


وطالبت المنظمات بضرورة "أن تنص التسوية السياسية على ضمان حقوق ضحايا الحرب في التعويض العادل، ومعرفة الحقيقة وجبر الضرر وفق مبادئ العدالة الانتقالية".


كما أكدت على أن "أي تسوية يجب أن تؤسس لمسار ديمقراطي يضمن تفكيك منظومة الحرب العسكرية وشبكات المصالح غير المشروعة التي ساهمت في استمرار الحرب، وارتكبت جملة من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان ابتداء من الاعتداء على الحياة والسلامة الجسدية والتي كانت تُنهتك من خلال عمليات القتل المباشر والقصف العشوائي والاعتقال التعسفي والتعذيب والتهجير القسري وتجنيد الأطفال والاعتداء على النساء وليس انتهاء بإغلاق الطرق العامة وتدمير الأعيان والمنشآت المدنية".


وأوضحت أن "أي تسوية تتجاوز هذه الحقوق الأساسية ستؤسس لحالة طويلة الأمد من القمع والاستبداد المحروس بالقوة المسلحة والمدعوم بالتواطؤ الدولي والإقليمي، وبالتالي استمرار حالة الحرب والانقسام المجتمعي مادامت أسبابه باقية.


وختمت المنظمات بيانها بالتأكيد على أنها "مع أي صيغة سلام عادل ومستدام، يضمن حق اليمنيين في حكم أنفسهم، وحق الضحايا في التعويض ومعرفة الحقيقة، وإغلاق باب تكرار دورات العنف وانتهاكات حقوق الإنسان".


والسبت وصل وفدان سعودي وعُماني إلى صنعاء والتقيا بقيادة مليشيا الحوثي لبحث التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مسار جهود إحلال السلام في اليمن.