اليمن.. تحالف حقوقي يوثق 231 واقعة تجنيد لأطفال ارتكبتها مليشيا الحوثي

أكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، التحقق من 231 واقعة تجنيد لأطفال ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في عدة محافظات يمنية.


وقال في التقرير الذي نشره أمس الجمعة تحت عنوان "أطفال لا جنود"، إن فرق الرصد الميداني التابعة له تحققت من 231 واقعة تجنيد لأطفال قامت بها مليشيا الحوثي ضمن 248 واقعة وثقها التقرير في عشر محافظات يمنية.


وأوضح التحالف أن عملية الرصد والتوثيق والتحقق استمرت لمدة ستة أشهر ضمن مشروع المراقبة والتوثيق لتجنيد الأطفال في اليمن.


وأشار التقرير إلى أن محافظة إب تصدرت أعمال التجنيد بواقع 55 طفلا تليها محافظة عمران بواقع 46 طفلاً، فمحافظة صعدة بواقع 39 طفلاً.


وكشف التقرير ازدياد "عمليات تجنيد الأطفال بوتيرة عالية وكبيرة في العام 2022 وهو العام الذي وقعت به جماعة الحوثي على خطة إنهاء تجنيد الأطفال مع الأمم المتحدة، وأُطلقت فيه الحملة الدولية لإنهاء تجنيد الأطفال من قبل الحكومة المعترف بها ومكتب الأمم المتحدة في اليمن".


وأوضح التقرير "أن (238) طفلاً جُندوا بوسائل ترغيبيه، و(10) أطفال جُندوا بوسائل ترهيبية، وقد استخدم أطراف الصراع وسائل عديدة للتأثير عليهم، حيث تم استقطاب (43) طفلاً بتسليمهم راتب و(26) جرى تجنيدهم بعد انخراطهم في دورات ثقافية و(41) نُقلوا إلى معسكرات، و(تم استقطابهم دون معرفتهم ما يُراد منهم و(6) تم إغراؤهم باستلام أسلحة و(3) دفعتهم عائلاتهم للتجنيد و(7) جُندوا في النقاط الأمنية و(98) لا تُعرف دوافع تجنيدهم لكن يُعتقد أن الكثير منهم اثرت فيهم عوامل اقتصادية أو الاعلام والمناهج التعليمية".


وخلصت نتائج التحليل للوقائع الموثقة "أن العدد الأكبر من المجندين قد لقوا حتفهم خلال الأعمال القتالية، حيث سجل التقرير مقتل (142) طفلاً، وما يزال (82) طفلاً مستمرين في التجنيد، و(13) طفلاً عادوا إلى منازلهم و(5) منهم محتجزين لدى طرف آخر و(4) مصيرهم مجهول".


وقال تحالف رصد، "إن جماعة الحوثي عملت على استقطاب وتجنيد الأطفال عبر سلسلة من المشرفين والمحشدين، وسخّرت من أجلهم كثير من الأموال لتسهيل عملهم في التأثير على الأطفال، كما تعمدت تغيير المناهج التعليمية للأطفال وهو ما أثر بشكل واضح في الدفع بهم إلى التجنيد".


وأضاف أن الجماعة "استخدمت الدعاية ووسائل الاعلام لصناعة الهالة على القتلى من الأطفال المجندين سيما خلال تشييع جنائزهم وهو ما يحفز اقرانهم للتجنيد تأسياً بهم والثأر لهم إلى جانب الخطاب التعبوي لقادتها وإنتاج العديد من البرامج والمواد الإعلامية لتحفيز الأطفال للقتال تحت شعارات الدفاع على الوطن والعرض والأرض والشرف".


وأكد "تحالف رصد" أن قيادات جماعة الحوثي وكثير من أفرادها ينطبق عليهم وصف "مجرمي حرب" لمساهمتهم الفعالة في تجنيد الأطفال قسرياً تحت سن (15) عاماً، وقد شاركوا بشكل كبير في ارتكاب جرائم خطيرة بحق الأطفال خلال النزاع المسلح، وساهموا بشكل واضح في اختراق قواعد الحرب وقانون حقوق الانسان.


وأوصى تقرير "أطفال لا جنود"، المنظمات المعنية بالطفولة أن "تخصص في المرحلة المقبلة جانباً كبيراً من تدخلاتها في ابتكار وسائل للشكاوى والرصد والمتابعة والتدخل لدى الأطراف من أجل انقاذ الضحايا، وتنفيذ برامج إنسانية وتعليمية وتوعوية مشتركة في المدارس والمساجد وأماكن تواجد الأطفال للتوعية بمخاطر تجنيدهم واشراك عائلاتهم في ذلك".