الأمم المتحدة تعلن جمع 1.2 مليار دولار من المانحين لدعم الاستجابة الإنسانية باليمن

أعلنت الأمم المتحدة جمع 1.2 مليار دولار، خلال مؤتمر المانحين، لدعم الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الجاري، من أصل 4 مليارات و300 مليون دولار كانت تطمح لجمعها.

 

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ خلال المؤتمر الذي عقد في جنيف، إن "هناك 31 تعهداً في المجمل، وإذا تمكنا من الوصول إلى ملياري دولار بحلول نهاية الأسبوع، فسيكون ذلك رائعا".

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،اطلق نداء للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن بقيمة 4.3 مليار دولار لدعم 17.3 مليون شخص من الأكثر ضعفا وحماية المكاسب التي "لا تزال هشة".

 

وقال غوتيريش إن المساعدات التي قدمتها الدول العام الماضي ساهمت في خفض عدد السكان الذين يعانون من الجوع الحاد بحوالي مليوني شخص، كما لم يبق أحد تقريبا على حافة المجاعة بعدما وصل عددهم إلى ما يزيد عن 150 ألف شخص.

 

وحذر من أنه "إذا نضب الآن الدعم المقدم، فستضطر وكالات الإغاثة إلى تقليص البرامج أو تعليقها، مما سينجم عنه تكلفة بشرية فادحة".

 

وأقر غوتيريش بأن الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم "في أعلى مستوى على الإطلاق" وأن الموارد تستنفد، لكنه قال: "أعلم أيضاً أن دعمكم يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت".

 

وقال إن الهدنة حققت مكاسب حقيقية للشعب اليمني بعد سنوات من الموت والنزوح والدمار والمجاعة والمعاناة، على الرغم من أنها انقضت بعد ستة أشهر فقط، مشيرا إلى أنه بينما لا تزال أحكامها الرئيسية سارية، يواجه الاقتصاد صعوبات هائلة فيما تتعرض الخدمات الأساسية لخطر الانهيار.


وأكد أن أكثر من 21 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة والحماية في اليمن، مما يمثل ثلثي عدد الأطفال والنساء والرجال اليمنيين، مشير إلى أن الاحتياجات الإنسانية مستمرة في الارتفاع، في حين أن الوصول مقيد، والتمويل يتضاءل بشكل دائم.


ودعا غوتيريش جميع أطراف النزاع إلى تسهيل المرور الآمن والسريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.


وتابع: "يجب أن تتاح للعاملين في المجال الإنساني - بمن فيهم العاملات اليمنيات في مجال الإغاثة - القدرة على أداء عملهم بأمان واستقلالية وسرعة ودون عوائق أو قيود تعسفية".

 

وشدد على أن المساعدة الإنسانية هي "دواء مسكن" ولا يمكن لها أن تنهي الصراعات لافتا إلى أنه وبعد سبع مؤتمرات مماثلة للمانحين، آن الأوان لتأمين الطريق الموثوق لخروج الشعب اليمني من الصراع الدائم.

 

ولفت إلى أن المجتمع الدولي لديه القدرات والوسائل الكفيلة بإنهاء هذه الأزمة، وهذا يبدأ بتمويل نداء الأمم المتحدة بالكامل والالتزام بصرف الأموال بسرعة.

 

من جهته، قال مارتن غريفيثس، إنه وسط الدمار المتراكم من سنوات الحرب، شهدت البلاد العام الماضي بصيصاً من الأمل، بما في ذلك من خلال الهدنة التي تم الاتفاق عليها في نيسان / أبريل.


وأضاف، إن الجهود المكثفة جارية الآن لتجديد وتوسيع وتوطيد تلك الهدنة ولمساعدة اليمن على التحرك نحو السلام، مشيدا بجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ والدول الأعضاء، خاصة دول المنطقة، لتحقيق هذا الهدف.

 

وتابع: "إن السلام، كما في أي مكان آخر، أعظم هدية يمكن أن تُمنح للشعب اليمني. ويمكننا أن نأمل الآن أن يكون أقرب من أي وقت مضى".