منظمات أممية: ارتفاع سوء التغذية الحاد في المناطق المحررة بنسبة 34% خلال العام الجاري
ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، بنسبة 34% خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، مع الإبلاغ عن حالات حرجة للغاية في مناطق الساحل الغربي.
جاء ذلك في تقرير مشترك صادر عن منظمات الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.
وقالت المنظمات، إن فريق العمل الفني للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في اليمن (وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والحكومة)، قال "إن سوء التغذية الحاد يتزايد بسرعة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، حيث يعاني الساحل الغربي من مستويات "حرجة للغاية" من سوء التغذية لأول مرة".
وأضافت، "أظهر تحليلاً لسوء التغذية الحاد في إطار التصنيف المرحلي المتكامل، ارتفاع عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال بنسبة 34 بالمائة مقارنة بالعام السابق في جميع مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، مما يؤثر على أكثر من 600,000 طفل، من بينهم 120,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد".
وعزا الفريق هذا الارتفاع الحاد إلى "التأثير المركب لتفشي الأمراض (الكوليرا والحصبة)، وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، ومحدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، والتدهور الاقتصادي"، وفقاً للبيان.
وأشار البيان أنه تم تسجيل نحو 223,000 امرأة حامل ومرضعة تعاني من سوء التغذية الحاد في عام 2024.
وينطبق المستوى الأشد خطورة في إطار التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد (IPC AMN)، وهو سوء التغذية الحاد الحرج للغاية (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد)، على المناطق التي يتجاوز فيها معدل انتشار سوء التغذية الحاد 30 بالمائة.
وفي هذا السياق قالت المنظمات الأممية في بيانها، إنه "للمرة الأولى، تم الإبلاغ عن هذا المستوى في الأراضي المنخفضة الجنوبية في محافظة الحديدة (مديريتي الخوخة وحيس) والأراضي المنخفضة في محافظة تعز (مديرية المخا) في الفترة من نوفمبر 2023 إلى يونيو/حزيران 2024. حيث ارتفع معدل انتشار سوء التغذية الحاد في الحديدة إلى 33.9 بالمائة من 25.9 بالمائة على أساس سنوي.
وأضافت "كانت الحديدة وتعز، وهما المنطقتان اللتان تعانيان من أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، تواجهان بالفعل أعلى معدلات التقزم أو سوء التغذية المزمن. وهذا يعني أن الحرمان المتكرر يؤدي أيضاً إلى تفاقم سوء التغذية المزمن بين الأطفال في هذه المناطق".
وتوقع البيان أنه في الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2024 - وهي أشهر موسم العجاف التي يكون فيها النشاط الزراعي ضئيلاً - أن تشهد جميع المديريات الـ 117 في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية التي شملها المسح مستويات "خطيرة" من سوء التغذية الحاد أو أسوأ (المستوى 3 أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية)، ومن المتوقع أيضاً أن تنزلق مديرية موزع في الأراضي المنخفضة في محافظة تعز إلى المستوى الحرج للغاية (المستوى 5 من التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية).
وقال ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز: "يؤكد التقرير وجود اتجاه مقلق لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال في جنوب اليمن".
وأضاف أنه "من أجل حماية النساء والأطفال الأكثر عرضة للخطر، فإن الاستثمار في جهود الوقاية والعلاج وتوسيع نطاقها أمر بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى. سنستمر في بذل كل ما في وسعنا بما في ذلك البناء على الاستجابة الحالية متعددة القطاعات لمكافحة هذا النوع من سوء التغذية الذي يهدد الحياة حتى يتمكن الأطفال من البقاء على قيد الحياة والنمو بكامل طاقاتهم".
من جهته قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في اليمن، د. حسين جادين: "يؤكد الارتفاع المثير للقلق في سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية على الأثر الحاد لتفشي الأمراض، وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، وضعف الوصول إلى الخدمات الأساسية".
وجدد جادين، التزام المنظمة بدعم استعادة وتنويع سبل العيش الزراعية بشكل مستدام للمساعدة في تلبية الاحتياجات العاجلة".
وقال بيير أُونورا، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن: "يضطر برنامج الأغذية العالمي حالياً إلى تقديم حصص غذائية أصغر حجماً، وينبغي أن تكون هذه النتائج بمثابة جرس إنذار بأن حياة الناس على المحك".
وأضاف أنه: "من الضروري زيادة الدعم المقدم للفئات الأكثر ضعفاً التي قد تغرق أكثر في انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية إذا استمرت المستويات المنخفضة الحالية للتمويل الإنساني".
وقال الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "يشير ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة في اليمن أيضاً إلى أن الأمراض تثير القلق".
وأضاف "إن الخدمات الصحية والتغذوية المتكاملة، بما في ذلك إدارة أمراض الطفولة وضمان حصول الأطفال على كل التطعيمات والممارسات التغذوية المناسبة، أمر بالغ الأهمية لمواجهة حالات الطوارئ الصحية والتغذوية. هذا بالإضافة إلى ضمان الحصول على ما يكفي من الطعام المغذي ومياه الشرب المأمونة. يجب على الجهات الفاعلة الإنسانية والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية لحماية مستقبل أطفال اليمن".
وأشار البيان إلى أن أمراض الطفولة وتفشي الكوليرا والحصبة، إلى جانب محدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، تسببت في ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن.
ولفت إلى أن انعدام الأمن الغذائي المرتفع وممارسات التغذية السيئة، بما في ذلك ممارسات الرضاعة الطبيعية دون المستوى الأمثل، يؤدي إلى تفاقم الوضع بين الأطفال الضعفاء في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.
ودعت وكالات الأمم المتحدة الأربع، إلى تقديم دعم دولي عاجل ومستدام واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية الحاد، وذلك من خلال تعزيز الأنظمة القائمة في مجالات الحماية الاجتماعية والصحة والغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وشددت على أن إنهاء النزاع المستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمن واستعادة السلام أمر بالغ الأهمية لمواجهة التحديات وبناء قدرة الشعب اليمني على الصمود الذي دمره نقص الخدمات الأساسية والنزوح المتكرر والنظم الاقتصادية والاجتماعية المحطمة.