أكاديمي خليجي: انتصار الجيش الوطني في مأرب والجوف خط الدفاع الأول عن السعودية
أبدى الأكاديمي الخليجي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، محمد صالح المسفر استغرابه من عدم تمكين التحالف العربي الذي تقوده السعودية للسلطة الشرعية اليمنية من الحصول على السلاح من مصادر غير دول التحالف، على غير حال القوى الانقلابية شمالاً وجنوباً على السلطة الشرعية".
وقال المسفر في مقاله المعنوّن بـ"حرب مأرب فاتحة نصر أو انكسار"، نشره في صحيفة "العربي الجديد"، إن دول التحالف العربي ترتكب ظلماً تاريخياً لليمنيين بعدم تقديم الدعم لمهمة الدولة اليمنية، ولتسهيل حصولها على حاجتها من السلاح والذخائر.
وتابع هذا "أمر يبعث بالشك والريبة في نيّات قيادة قوات التحالف في اليمن"، مشيرا إلى أن الضربات الجوية لا تحسم معركة، بل تمهّد الأرض لتقدّم قوات المشاة لتحرير الأرض، وانتصار الجيش اليمني في مأرب والجوف وشبوة، في حدّ ذاته، خط الدفاع الأول عن السعودية.
وأردف "بكل أسف وحزن، انحرف هذا التحالف عملياً عن أهدافه المعلنة، استعادة العاصمة صنعاء وعودة الحكومة الشرعية إليها، وذهب بعضهم إلى تقسيم الغنائم، ولكل حصته. أخذ الحوثيون في التوسع والتمدّد في كل أرجاء شمال اليمن، من صعدة شمالاً، مروراً بعمران وصنعاء وحجّة والحديدة وذمار والبيضاء والجوف، يحتلون أكبر مدنه، والحصار يشتد على مأرب الخالدة الصامدة، وفي تعز مقاومة باسلة، على الرغم من قلة المدد بكل أنواعه. وقد تحققت، في الأسبوع الماضي، بعض الانتصارات، وفُكَّ الحصار جزئياً عن المدينة. وأطلب من الله أن تنال هذه المقاومة الوطنية دعم السعودية بكل متطلباته، وأهمها المال والسلاح".
وأشار إلى أن ظهور الناطق باسم قوات التحالف في الرياض، العميد تركي المالكي، على ضفاف سد مأرب واجتماعه بالمحافظ سلطان العرادة، ذلك الرجل الشريف الشجاع، وقادة الجيش اليمني، أمر يبشر بالخير.
وتابع "لكن ذلك الظهور الواضح لا بد أن تتبعه أعمال تنفيذية، ومن أهمها صرف مستحقات الجنود المرابطين في الجبهة، ويدهم على الزناد، تزويد الجيش اليمني بأسلحة قتالية متطورة وذات فاعلية عسكرية، تزويده في كل جبهات القتال بكاسحات ألغام".
وأكد أن انتصار الجيش اليمني في مأرب والجوف وشبوة، في حدّ ذاته، خط الدفاع الأول عن السعودية".
وقال "خطير ذلك القول إن السعودية لا تستطيع أن تزود الجيش اليمني بالسلاح، لأن الولايات المتحدة تقيد مستوردي السلاح الأميركي بعدم استخدامه عبر الحدود، أو إعطائه لدول حليفة. وهو قول مردود عليه، ففي وسع السعودية (أو غيرها) السماح للجيش اليمني الذي استنصر بالسعودية أن يتزود بالسلاح من السوق العالمية بدعم مالي من زعيمة التحالف، ما يعفيها من المساءلة".
ولفت إلى أن الإمارات سلحت أنصارها ومليشياتها في جنوب اليمن بأسلحة خفيفة وثقيلة، من غير مصدر أميركي، كذلك فإنها تسلح مليشيات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وتمد الاثنين بالمال من دون مواربة، ولم تخضع لمساءلة دولية أو أميركية.
وأكد الأكاديمي الخليجي أنه في حالة رجحان الكفّة لأيتام "الإمامة المنقرضة" واحتلال مأرب، لن تهنأ السعودية بالأمن والاستقرار.
وذكر المسفر أن إيران تقدّم دعماً غير محدود للحوثيين الذين يناصبون السعودية العداء في كل المجالات، إعلامياً ومالياً وعسكرياً، وتقدّم مستشارين كباراً، وخصوصاً في مجال التسلح الصاروخي والطائرات المفخّخة بدون طيار، التي تستهدف السعودية، ووصل عدوانها إلى أقصى الحدود الشرقية للمملكة إلى الظهران وراس تنورة، ومن قبلها الرياض وجدة والطائف، إلى جانب أبها وخميس مشيط وجيزان".
واستطرد أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر أن الحرب الدائرة على صعيد مأرب ستكون بين الحق والباطل فاتحة النصر أو الانكسار لأيٍّ من الطرفين المتقاتلين على تلك الأرض.
وقال إن رجحت كفّة الحكومة الشرعية في الميدان على خصومها الحوثيين، ومن يناصرهم من خارج حدود اليمن أو داخلها، فإن الطريق يكون مفتوحاً لتحرير بقية المحافظات من ربقة أيتام الإمامة المنقرضة في الطريق إلى تحرير صنعاء، وضمان أمن الأراضي السعودية وسلامتها من أيّ عدوانٍ يأتيها من اليمن.
واستدرك "إذا أرادت الدولة السعودية تحقيق أمنها في جنوب المملكة، فعليها نصرة جيش الدولة اليمنية بكل الوسائل، وفي حالة رجحان الكفّة لأيتام "الإمامة المنقرضة" واحتلال مأرب، فلن تهنأ السعودية بالأمن والاستقرار، وستُحكَم قبضة الحوثيين على الجوف، ومن ثم التمدّد نحو حضرموت، وتكون لهم الهيمنة على امتداد الحدود السعودية اليمنية جنوباً".