
اتفاق باكستاني أفغاني بالدوحة على وقف فوري لإطلاق النار
اتفقت باكستان وأفغانستان -فجر اليوم الأحد، في جولة مفاوضات عقدت في العاصمة القطرية بوساطة الدوحة وأنقرة- على وقف فوري لإطلاق النار، وإنشاء آليات تعنى بترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين هذين البلدين.
كما توافق الطرفان على عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام القليلة القادمة، لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة ومستدامة، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين، بحسب بيان صادر عن الخارجية القطرية.
وأعربت الخارجية القطرية عن تطلع الدوحة إلى أن تسهم هذه الخطوة المهمة في وضع حد للتوترات على الحدود بين البلدين الشقيقين، وأن تشكل أساسا متينا للسلام المستدام في المنطقة.
تصريحات باكستانية
وفي الجانب الباكستاني، قال وزير الدفاع خواجة محمد آصف إنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أفغانستان.
وأضاف آصف -في منشور على منصة إكس- أن ما وصفه بمسلسل الإرهاب الممتد من أفغانستان إلى الأراضي الباكستانية سيتوقف فورا، وسيحترم البلدان المتجاوران بعضهما بعضا.
وأكد الوزير أن وفدي البلدين سيجتمعان من جديد في إسطنبول يوم 25 من هذا الشهر لمناقشة تفاصيل الاتفاق، معربا عن تقدير بلاده الشديد لكل من دولتي قطر وتركيا على جهودهما في الوساطة.
ولاحقا، قال وزير دفاع باكستان -للجزيرة- إن وجود الدوحة وأنقرة ونياتهما الحسنة للتوصل إلى اتفاق هو الضمان بأنه سيتم وقف الإرهاب، وإن وجودهما في إطار الاتفاق سيكون مهما لتحديد نتائجه وما سيتم التوصل إليه.
وأكد آصف أن الأمور عادت لطبيعتها بين باكستان وأفغانستان ولا يوجد تهديد وشيك بالعنف أو الإرهاب، مشيرا إلى أن الحدود والمعابر أغلقت بسبب التوتر الأخير، وسيتم البت بشأنها خلال لقاء إسطنبول.
وقال أيضا إن الجانب الأفغاني أقر بأن الإرهاب سبب توتر علاقات البلدين وتعهد بضبطه، وإن بلاده اتفقت مع كابل على ضرورة توقف الإرهاب فورا وأن يبذل البلدان جهودا جدية للتخلص منه.
تصريحات أفغانية
وفي الجانب الأفغاني، أعلن المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد أن المفاوضات التي جرت بالدوحة بين وفدي بلاده وباكستان انتهت بتوقيع اتفاق ثنائي.
وعبّر مجاهد عن تقدير بلاده العميق قطر وتركيا لدورهما المحوري في تسهيل المفاوضات التي أدت إلى هذا الاتفاق.
وأضاف أن الجانبين أكدا التزامهما بالسلام والاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار.
وسابقا، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن الوزير مولوي محمد يعقوب مجاهد وصل الدوحة على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع الجانب الباكستاني بشأن التوتر الحدودي بين البلدين.
وبدورها، قالت الخارجية الباكستانية إن وفد البلاد برئاسة وزير الدفاع سيجري محادثات بالدوحة مع الجانب الأفغاني، من أجل "اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الإرهاب القادم من أفغانستان إلى باكستان" وفق تعبيرها.
وأضافت الوزارة الباكستانية أن إسلام آباد "لا تسعى إلى التصعيد، لكنها تحث الجانب الأفغاني على الوفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي، ومعالجة المخاوف الأمنية الباكستانية واتخاذ إجراءات ضد جبهة تحرير خيبر وحركة طالبان باكستان وجيش تحرير بلوشستان".
اتهامات متبادلة
وأول أمس، اتهمت كابل إسلام آباد بخرق الهدنة بعد ضربات أسفرت عن مقتل 10 مدنيين على الأقل، منهم طفلان و3 لاعبي كريكت، في ولاية بكتيكا الواقعة شرق أفغانستان.
ومن جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية باكستانية أنّ الضربات استهدفت جماعة مسلحة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية في المناطق الحدودية الأفغانية، عقب هجوم أسفر عن مقتل عسكريين باكستانيين شمال وزيرستان المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد.
وقد سبقت ذلك هدنة وضعت حدا لاشتباكات حدودية استمرت أسبوعين، وأودت بالعشرات من جنود ومدنيين من الجانبين.
وخلال الأيام الماضية، تواصلت الاتهامات المتبادلة بين أفغانستان وباكستان على خلفية المواجهة العسكرية الدائرة عبر الحدود، واتهم وكيل الداخلية الأفغانية محمد نبي عمري الجيش الباكستاني -الذي شن الجمعة غارات جوية على ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان- بأنه "لا يتصرف من تلقاء نفسه بل ينفذ أوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وأضاف عمري أن التطورات الأخيرة فرصة لاستعادة الأراضي التي سُلبت من أفغانستان -حسب تعبيره- مشيرا إلى أن "خط ديورند" الفاصل بين البلدين "فُرض قسرا".
وأكد المسؤول الأفغاني أن حركة طالبان باكستان -التي تتهمها إسلام آباد بشن هجمات "إرهابية"- لم تنشأ في أفغانستان ولم تتشكل فترة الحكومة الحالية ولا تحظى بدعمها.
وفي المقابل، وجه قائد الجيش الباكستاني عاصم منير -أمس- اتهاما إلى الهند بمواصلة ما وصفه "بنهج الإرهاب" و"استخدام الإرهابيين في أفغانستان مقاتلين مأجورين ضد باكستان" وذلك بعد فشل عدوانها على باكستان، حسب قوله.
وأضاف -في كلمة خلال حفل تخريج دفعة من العسكريين- أن "على النظام الأفغاني كبح جماح وكلائه الذين يتخذون من أفغانستان ملاذا ويستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات مروعة داخل باكستان".
المصدر: الجزيرة + وكالات