حماس تختار السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لهنية

أعلنت حركة حماس، مساء الثلاثاء، اختيار زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية.


وقالت في بيان: "تعلن حماس عن اختيار القائد السنوار (61 عاما) رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية"، الذي جرى اغتياله في طهران فجر الأربعاء الماضي، إثر هجوم نُسب لإسرائيل.


وأضافت الحركة، في بيان آخر، أنه تم اختيار السنوار رئيسا لمكتبها السياسي بعد "مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية".


وعبرت الحركة، وفق البيان، عن ثقتها بـ"السنوار قائدا لها في مرحلة حساسة وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد".


وأشادت الحركة بمناقب هنية، قائلة إنه "كان نموذجا للقيادة الشجاعة والحكيمة والمنفتحة، وإننا على يقين أن أبا إبراهيم (السنوار) وإخوانه في قيادة الحركة سيكملون مسيرته ومسيرة القيادات السابقة، وسيحافظون على إرثهم الجهادي والنضالي، حتى التحرير والعودة".


وكان القيادي بالحركة أسامة حمدان قال، في تصريحات إعلامية مصورة إثر القرار، إن اختيار السنوار خلفا لهنية جاء بـ"الإجماع" من قبل مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة.


وأضاف أن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي حماس، وهو الهيئة التنفيذية للحركة، "جاء ليؤكد على وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها".


وتابع أن هذا الاختيار جاء كذلك ليؤكد أن "سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن ينجح في كسر شوكة المقاومة".


والسبت الماضي، أعلنت "حماس" أن قيادتها باشرت بإجراء عملية تشاور "واسعة" في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة خلفا لهنية.


وبعد الاختيار، هنأت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية حماس، وعبّرت في بيان عن "ثقتها بقدرة الحركة وكوادرها وأعضائها على مواجهة التحديات والتمسك بنهج الكفاح".


كما هنأ أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان باختيار السنوار، معتبرا أن ذلك "تأكيد جديد على وحدة الحركة وتماسكها وصلابتها وقدرتها على تجاوز المحنة التي أصابتها".


من جانبها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان، باختيار السنوار، وأكدت "ثقتها في قدرة حماس على تجاوز المحنة والمصاب الجلل المتمثل في استشهاد هنية، ومواصلة مسيرته ومسيرة كل الشهداء القادة".


وفي تصريحات متلفزة، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب إن قرار اختيار السنوار "رد منطقي ومتوقع على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية".


وأشار إلى أن السنوار "رجل واقعي ومنطقي وهكذا عرفته في الأسر وخارجه".​​​​​​​


وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لـ"حماس"، انتخب السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017، ومرة أخرى عام 2021.


وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها "السيوف الحديدية".


ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة لعائلة لاجئة تعود أصولها إلى مدينة المجدل الواقعة جنوب إسرائيل.


وتلقى تعليمه الجامعي بالجامعة الإسلامية في غزة حيث يتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.


وكان للسنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.


وساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في "حماس" بعد تأسيسها عام 1987.


وعام 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، لتعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.


كما اعتقلته إسرائيل في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى 30 عامًا، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".


وقضى 23 عاما متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة شاليط".


وعقب خروجه من السجن، شارك في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري "كتائب القسام".


وأدرجت الولايات المتحدة السنوار في لائحة "الإرهابيين الدوليين" في سبتمبر/أيلول عام 2015.